annonce

الأحد، 5 فبراير 2017

 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 ----------

 - سعد بن معاذ رضي الله عنه -   

-مقدمة
هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو.
وأمه هي كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة.. لها صحبة، فقد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وماتت بعد ابنها سعد بن معاذ.
أما زوجته فهي هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية، عمة أسيد بن حضير، قال بن حبيب: هي زوج سعد بن معاذ والدة عمر وعبد الله، وقال العدوي: هي والدة الحارث بن أوس بن معاذ، وكانت من المبايعات، وقال ابن سعد: أمها: أم جندب بنت رفاعة أم زنبر بن زيد بن مالك الأوسية، وهند عمة أسيد بن حضير بن سماك، وكانت أولا عند أوس بن معاذ فولدت له الحارث بن أسلم وشهد بدرا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ فولدت له عبد الله وعمرو، وأسلمت وبايعت.
*صفته الخَلْقية:
عن عائشة قالت:... وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم.
وقيل عنه أيضًا: وكان رجلا أبيضا جسيما.
وعن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: كان سعد بن معاذ رجلا أبيضا، طوالا جميلا، حسن الوجه أعين، حسن اللحية.
*أولاده:
وكان لسعد بن معاذ من الولد: عمرو وعبد الله، وأمهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وهي من المبايعات، خلف عليها سعد بعد أخيه أوس بن معاذ، وهي عمة أسيد بن خضير بن سماك، وكان لعمرو بن سعد بن معاذ من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة، منهم عبد الله بن عمرو قتل يوم الحرة، ولسعد بن معاذ اليوم عقب.
*حاله في الجاهلية:
من خلال تصفح سيرته في كتب التراجم والمصادر التاريخية نستطيع أن نقول: إنه كان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل، وكان صاحبا لأمية بن خلف أبي صفوان القرشي، الذي قتل في بدر كافرا، وكانت قبيلة بني قريظة موالية له ومن حلفائه.
*عمره عند الإسلام:
لم يرد تحديدا في المصادر التاريخية عمره عند الإسلام، إلا أننا نستطيع أن نستشف ذلك من الآتي:
كان إسلامه على يد مصعب بن عمير عند قدومه المدينة بين العقبة الأولى والثانية، والتي كانت في السنة الثانية عشرة من البعثة، أو نستطيع أن نقول: إنه أسلم قبل الهجرة بعام على أقل تقدير.
- كانت وفاته يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، وهو يومئذ بن سبع وثلاثين سنة.
ومن هذا نستطيع أن نقول: كان عمره عند الإسلام واحدا وثلاثين عاما، حيث كان سيدا في قومه.
 

*قصة إسلامه
 
روي أن قريشًا سمعت قائلا يقول في الليل على أبي قبيس:
فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف مخالف
فظنت قريش أنهما سعد تميم وسعد هذيم، فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول:
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجيين الغطارف
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف
فلما أصبحوا قال أبو سفيان: هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة.
وعن عروة قال: فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار من بني مالك بن النجار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة، ومن بني زريق رافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان، ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير، ثم قالوا له: قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك، ونحن لله ولك مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى، فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله، فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون وإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك، ولكن نواعدك الموسم من العام المقبل، فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قالوا.
فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله به ودعا إليه بالقرآن، حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة، ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فيدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس سرا ويفشو الإسلام ويكثر أهله، وهم في ذلك مستخفون بدعائهم.
وقد أسلم (سعد بن معاذ) في المدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير، ذلك أنه قال لأسيد بن حضير: لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا؛ فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك، هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما، فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما؛ فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير: هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب: إن يجلس أكلمه، قال: فوقف عليهما متشتِّما فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أوتجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره، قال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه القرآن، فقالا: فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا له: تغتسل فتطهَّر وتُطهِّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وتشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن: سعد بن معاذ، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم، فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا، قال: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، فلما وقف على النادي قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسا، وقد نهيتهما، فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حُدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه؛ وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك.
قال: فقام سعد مغضبا مبادرا؛ تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، فأخذ الحربة من يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا، ثم خرج إليهما، فلما رآهما سعد مطمئنين، عرف سعد أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشتّما، ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة، أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني، أتغشانا في دارينا بما نكره؟ وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب، جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان، قال: فقال له مصعب: أوتقعد فتسمع، فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد: أنصفت، ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن، قالا: فعرفنا - والله - في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم؛ لإشراقه وتسهله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطهَّر وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين.
قال: فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وشهد شهادة الحق، ثم ركع ركعتين، ثم أخذ حربته، فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلا، قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأوصلنا وأفضلنا رأيا، وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله، قالا: فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة.
 
 
----------------
موقع الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق