annonce

الأحد، 5 فبراير 2017

 
 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 -----------

 - سعد بن معاذ رضي الله عنه - ( 2)

ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقاما عنده يدعو الناس إلى الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون.
قال ابن حجر في الإصابة: فلما أسلم – أي سعد بن معاذ - قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا؛ فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشهد بدرا لم يختلفوا فيه، وشهد أحدا والخندق.
المؤاخاة:
وقال الواقدي: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه (أبي عبيدة بن الجراح) وبين سعد بن معاذ.
وروى ابن سعد في الطبقات عن سعد بن إبراهيم وعن بن أبي عون قالا: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص، قال: وأما محمد بن إسحاق فقال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن الجراح، فالله أعلم أي ذلك كان.
وقال ابن حجر الإصابة: وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه (عبد الله بن مسعود) وبين الزبير، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ.
 
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
يتوق للطواف بالبيت رغم وجود أبي جهل:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرا قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت، فطفت فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه؟! فقال: نعم فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي، ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام، قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب سعد فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟! قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث.
فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين فسار معهم فقتله الله.
يبرأ من المنافقين:
قال ابن زيد: إن هذه الآية حين أنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين} فقرأ حتى بلغ: {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله} فقال سعد بن معاذ: فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من فئته، يريد عبد الله بن أبي ابن سلول.
يفزع لسماع سب الرسول صلى الله عليه وسلم:
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا} ذكر شيئا آخر من جهالات اليهود، والمقصود نهي المسلمين عن مثل ذلك، وحقيقة راعنا في اللغة: أرعنا ولنرعك؛ لأن المفاعلة من اثنين، فتكون من رعاك الله أي احفظنا ولنحفظك وارقبنا ولنرقبك، ويجوز أن يكون من أرعنا سمعك أي: فرغ سمعك لكلامنا، وفي المخاطبة بهذا خفاء؛ فأمر المؤمنين أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ومن المعاني أرقها.
قال ابن عباس: كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: أرعنا على جهة الطلب والرغبة ـ من المراعاة ـ أي: التفت إلينا، وكان هذا بلسان اليهود سبًّا أي: اسمع لا سمعت، فاغتنموها وقالوا: كنا نسبّه سرا فالآن نسبّه جهرا؛ فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم.
فسمعها سعد بن معاذ - وكان يعرف لغتهم - فقال لليهود: عليكم لعنة الله، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، فقالوا: أو لستم تقولونها؟ فنزلت الآية، ونهوا عنها تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه.
 
 
أهم ملامح شخصيته
غيرته الشديدة على محارمه:
قيل: لما نزلت الآية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات وتناول ظاهرها الأزواج وغيرهم قال سعد بن معاذ: يا رسول الله، إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مصفح عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه والله أغير مني. وفي ألفاظ سعد روايات مختلفة هذا نحو معناها.
سيد في قومه، محبب إلى أهله وعشيرته:
- يظهر هذا الملمح واضحا جليا حين قدم سعد متشتّما على مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة؛ نتيجة خوفه على قومه منهما، حيث قال أسعد لمصعب: "أي مصعب، جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان"، وقبلها كان قد قال أسيد بن حضير - وهو سيد في قومه - لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة حين أعلن إسلامه: "إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه"، يقصد بذلك سعد بن معاذ.

 -----
موقع الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق